الاثنين، 28 ديسمبر 2015

عربة نويل

بنظرة إلى النجوم ـ
تتراقص حروفي،
تشكل هايكو.
................................

مخضرة جنان الهايكوـ
تجري من تحتها الأنهار،
عن الناس يرحل المطر.
................................

عربة نويل ـ
محملة هذا العام،
قصائد هايكو.
.................................
رشيد شرشاف
..............

الخميس، 24 ديسمبر 2015

على عتبة الباب

على عتبة الباب ـ
قطرات مطر تبلل،
ضفدعا صغيرا.
................................
عازف البيانو ـ
بأصابع مدربة،
يكسر الصمت.
................................
كل مساء ـ
خفية يقضم الليل،
حواف القمر.
...................................
بائع الخضر ـ
يعرض البضاعة التالفة،
الناضجة تحت تزكم أنفي.
....................................
بقلم:رشيد شرشاف

الاثنين، 21 ديسمبر 2015

قصة قصيرة: أول نبض.. بقلم:رشيد شرشاف

قصة قصيرة: أول نبض.. بقلم:رشيد شرشاف

الحديقة تعج بالناس والطيور والزهور وطاولات المقهى وكؤوس الشاي والقهوة وعصائر الفواكه اللذيذة،عينا النادل تراقب المكان كصقر مدرب. إخترت مكانا ظليلا تحت شجرة وارفة،أزحت المقعد إلى الخلف ودعوت فاطمة للجلوس. توردت وجنتاها كشفق محمر وشكرتني بإيماءة من رأسها.النسيم يداعب شعرها الأسود ويحمل رائحته الزكية إلى أنفي.خَدَر يتسلل إلى أحاسيسي.أجلس بمواجهتها وأنظر إلى عينيها مباشرة . ـ يوم جميل. تبتسم: ـ إنه جميل حقا. أعتدل في جلستي،أحاول أن أكون مهذبا إلى أقصى الحدود. لو شاهد أحد معارفي هذا اللقاء لنظرإلي غير مصدق.كيف لمن ينادي باحترام المرأة أن يجلس مع فتاة جميلة في المقهى في عز النهار؟أين ذهب الورع؟.. أنظر خلسة إلى ملابس فاطمة،أناقة في اللباس واحتشام ظاهر،يأتي النادل بابتسامته العريضة ،نطلب عصيرين باردين،أنتظر ذهابه،بركان عرق بارد ينفجر عيونا من مسام جلدي،شيئا فشيئا أتمالك أعصابي و تنتظم دقات قلبي.كيف لكومة عضلاتي أن ترتعش أمام هذا الكائن اللطيف؟أم أن قرار الزواج المصيري هو ما يربكني؟. يقطع النادل حبل تفكيري،بيد مدربة يقدم العصير،أشكره، أرتشف رشفة صغيرة وأسألها عن أحوالها في دراستها الجامعية،تجيبني بحماس أنها متفوقة كعهدها دائما،أهنئها بصدق، وتتدفق الكلمات شلالا من فمي،أحدثها عن أيام دراستي، وعن علاقتي الوطيدة بأخيها محمد،عن أول مرة رأيتها فيها،وعن إستحساني لأخلاقها وسعة علمها. سرور يضمنا كفراشات تحوم حول قنديل،تتداخل ذكرياتنا وتتقاطع فنضحك ملء أذنينا كطفلين صغيرين،الكلمات تطير مرفرفة من بين شفتيها وتستقر عذبة في أذني،يتوقف الكون والزمن للحظة ليشهدا غرق قلبي في بحر عينيها كشمس الغروب،لم أشعر بسعادة غامرة تتملكني كمثل هذا اليوم.خططت لهذا اللقاء قبل أسبوع ،حدثت محمدا عن رغبتي بالزواج من أخته فاطمة،رحب بالفكرة،وتم التخطيط لكل شيء ،موعد اللقاء ومكانه ،حتى خاتم الخطوبة إشتريته ،فقط موافقة صغيرة من شفتيها وتنفتح أبواب السعادة.تحسست الخاتم في جيبي وتنهدت بحرارة،إبتسمت فاطمة فبادلتها الإبتسام،الكلمات في حلقي تأبى الخروج،شعرت كأنها تعلم كل شيء وأن زبائن المقهى ينظرون إلي من كل الجهات،الكل يعلم أمري وينتظر إفصاحي عن مكنون صدري.خلف الصدر آمال تخشى الظهور والإنكسار. أحسست بالعرق يتصبب من جبيني ويسري عبر جسدي كله،تمالكت نفسي وحاولت أن يخرج الصوت طبيعيا من فمي،إستأذنتها في الذهاب إلى المغسل لغسل يدي،كانت محاولة أخيرة لتبريد جسدي واستجماع قواي وتهيئي لما أنا مقدم عليه،عدلت ملابسي ورسمت إبتسامة عريضة على وجهي وعدت.رأيتها من بعيد جالسة كأميرة أسطورية ،مبتسمة، سعيدة،إقتربت بخطوات حالمة ،خطوة مستقرة على الأرض،وخطوة سابحة فوق السحاب،إندهشت أن وجدتها تتحدث عبر الهاتف المحمول ،أنهت المكالمة غير مصدقة،قالت بحبور: ـ تصور،لقد طلب أستاذي في الجامعة الزواج مني!!. هنأتها من كل قلبي بالرغم ما ٱستبد بي من ألم ،من يومها وأفراحي بدر مكتمل تتقلص إلى هلال..

الجمعة، 18 ديسمبر 2015

عرائس البحر
تركب الأمواج
خلفها نورس.
..............................
 معانقة البحر
مصافحة الريح
نوارس بيضاء.

الخميس، 17 ديسمبر 2015

يد الشمس الحانية
تربت على كتفي
تُقرِئُني سلام النور.
................................
العيون التي رأت كلَّ شيء
تعودُ ثانيةً
لتسدل رموشها على ذكرياتي.
................................
متوجهة نحو الشمال
سرب طيور مهاجرة
الصغار في المؤخرة.
................................
قهوتي ليل داج

شمعتي بين خبو وشرارة

عني أنت غائبة.
.................................
بقلم:رشيد شرشاف

الخميس، 3 ديسمبر 2015

تأرجح باستمرار
مع هبوب الرياح
بيت العنكبوت.
.................................
في صباحات الشتاء
تتقلص قدمي داخل الحذاء
مع جوربين أو أكثر.
.................................
صباحي سعيد
من بين كل الناس
ينقر عصفور نافذتي.
................................
صباح خريفي
مودعا حبيبتي
تصطك أسناني.
................................
على هذه السحابة
أراني واثق الخطوة
أكاد أن أسقط.
.................................
بقلم: رشيد شرشاف

الاثنين، 30 نوفمبر 2015

أنثى الهايكو

إذا الشمس أفلت
بين ثنايا الليل علقت
لعينيك سحر الغروب.
................................
كجرادة تقفز مرتبكة
من زهرة إلى زهرة
يخفق لرؤياك فؤادي.
................................
ذلك القمر
يسبح في فلكك
نور على نور.
................................
غراب أسود
في ليل ذي شؤم
رجل يغازلك.
.................................
وردة متفتحة
عطر باريسي
إبتسامة شفتيك.
.................................
بقلم:رشيد شرشاف..............
كواكب حول الشمس تدور
فراشات مبتهجة يسحرها النور
حجاج يملأ قلوبهم السرور.
..................................
شمس حانية
بين أغصان الزيتون
معلق ذبح عظيم.
.................................
كقوس قزح
وقف على الشجرة موشوشا
طائر الكناري.
.................................
ديك يصيح
وراء التلال
شمس تطل.
................................
على بعد شجرتين
وأرنب وجزرة
ذئب مخادع.
................................
رضيع يحترق
على قنوات الترفيه
شجب و اعتراض.
................................
بقلم:رشيد شرشاف
جندي إسرائيلي
صرصور على الأرض يمشي
حذائي مستعد.
............................
مياه الوجه راكدة
عيون الحكام خلف رؤوسهم مستحيية
حيطان القدس شاهدة .
.................................
شمس خجولة
أوراق شجر بلا مأوى
سكون يلفني.
..................................
بقلم:رشيد شرشاف
مطر مطر مطر
فرحة صغار تكسو البرية
فراشات وورد و شجر.
.................................
رقرقة النهر
وانبساط أسارير الفلاح
طقطقة المطر.
.................................
تساقط الأمطار
على أرض عطشى
يثير الغبار.
..................................
فراشة ترفرف
زهرة تنشر عبيرها
رحمة بالأحضان.
.................................
إلتواء وانحدار
بما لا تشتهي الأسماك
جريان النهر.
.................................
بقلم:رشيد شرشاف
 جحيم قُبَل
عناق حُبّ سرمدي
فراشات وزهر.
................................
صباح مشرق
كأس لبن
وذبابة تغرق.
................................
بين الأشجار
تقف في شموخ
دبَّابة.
.................................
رائحة شواء،
وبحر بلا شطآن،
أجساد اللاجئين؟
.................................
نادت نملة:
يرى الكون في حبة رمل ـ
عاشق الهايكو.
................................
نهران متوازيان
يصبّان في فؤادي
دموع حبيبتي.
................................
تلك السحابة
في قلبها سواد
تبكي على حالي.
................................

بقلم: رشيد شرشاف
هايكو ـ المرآة

خارج المرآة
بنظرات مشدوهة
أقف أنا.
.............................................
كقرص جبنة
شمس مشرقة
تظهر على المرآة.
.............................................
رأيتني عجوزا
بريقٌ بِخرمين ينظران
تكذب المرآة.
.............................................
شكلي على المرآة
أحضنه
تفصلنا زجاجة.
.............................................
نظرة جانبية
القفا محمر
تعكس المرآة.
.............................................
بقلم :رشيد شرشاف
فراشات في السماء
دبيب نمل على الأرض
رازق واحد.
.................................
ذلك الغراب المعلم
وارى سوءته أمام المعتدي
وحي رب العالمين.
.................................
مريم تحت النخلة
من رطبها تتنزل السكينة
رحمته تنصر الوليد.
.................................
رياح عاتية
أرض تخرج أثقالها
يوم وعيده.
..................................
عصر القوة
أشلاء الأجساد متناثرة
بطشه شديد.
.................................
أرض جدباء
سحابة تسابق سحابة
رياحه موجهة.
..................................
بقلم:رشيد شرشاف
ككل خريف
هذه الأوراق تتساقط
كسنين عمري.
.................................
مغص في معدتي
أئن لا دواء يشفيني ـ
تحت شجرة الرمان.
.................................
أخفض رأسك
سحابة عابرة في الأفق
رجل يتسلق جبل.
..................................
هذا الخريف
ما أقساه يا وطني
لاجئ يرتجف.
.................................
نهر رقراق
يسقي صحراء العرب
دم الشهداء.
.................................
خلف الأبواب
زهرة أُقتطفت عنوة
نخوة عربية.
.................................
كسكّيرة بلهاء،
تتمايل بغطرسة
هذه الأرض.
.................................
يوم الحشر
لا يبرد حر
من رمته موجة.
..................................
كنفس تغادر الجسد
تستلقي وردة ذابلة
بين كفي الخالق.
..................................
عنكبوت وحمامة يحرسان
على مدخل الكهف خوف و رجاء
صديقان ثالثهما الحكيم.
.................................
ضياء الشمس
إبتسامة الوليد
تسبيح هامس.
..................................
بقلم:رشيد شرشاف
هايكو ـ عن العشق

كل غروب
تنبش ذاكرتي
همسات قديمة.
................................
الليل يتدثر بالسواد
و البحر يتمطى و يتمدد
في عينيك فقط.
..................................
تحت تلك الشجرة
على ذلك الجدع
حرفان منقوشان.
.................................
لست أغار
شفتاك بوابتا قصر ـ
أنفاسك الحارّة.
.................................
العيون الناعسة
تسكب وجعي سطورا
على ضفاف الهايكو.
..................................
بقلم:رشيد شرشاف...............
هايكو ـ الموجة

رذاذ الأمواج
على وجهي تساَّقط،
دموعي أكثر ملوحة.
................................
كما الأمواج،
تذهب تارة و تعود
بعض أحزاني.
...............................
موجة موجة
يجمعهم حب واحد
حجاج الكعبة.
...............................
قمر آفل
شمس تعبر الشط،
أمواج البحر تغريني.
................................
بنقرة خفيفة
على ساعد إبني،
تتحرك موجة.
.................................
بقلم:رشيد شرشاف..............
أغنية الريح و المطر

شَعر جلدي رماح منصوبة

أنفاسي تحترق.
.................................
دوائر تعانق دوائر
تخترق جسد النهر الثائر
قطرات المطر.
.................................
كل شجرة

وطن ثابت عرشه في السماء

يكتب قلم.
................................
أشجار عارية

باحث عن الدفئ خلف النافذة

قط صغير.
................................
شمس دافئة

عطر يملأ رئتي

حضن أمي.
................................
خلف الباب

رائحة سفر و اشتياق

قالت الريح.
................................
أموات و أحياء

أراهم بأم عيني

صور قديمة.
.................................
فلتعتلي أعلى القمم

فأنت جارية للرياح

قال الطير للسحابة.
.................................
رغم هبوب الرياح

أشكال و ألوان في الأفق

ترسم غيمة.
.................................
ناظرا إلى أعلى
دمعه يرتطم عند الذقن
ينكسر القمر.
.................................
كسجين وراء القطبان
حوله ترسانة ألعاب
ينظر باستعطاف إبني.
..................................
كسهم غادر
يخترق ملتويا هذا النهر
شط البحر.
..................................
بقلم: رشيد شرشاف
معنى هايكو:
□ هايكو أو هائيكو (باليابانية: 俳句) هو نوع من الشعر الياباني يحاول الشاعر من خلال ألفاظ بسيطة بعيدة عن التأنق وزُخرف الكلام وصف مشهد بعفوية، ومن دون تدبر أو تفكيرأو مشاعر سلبية والتعبير عن مشاعر جياشة وأحاسيس عميقة بنظرة تأملية يُظهر الهايكيست فيها عنصر الدهشة، لتصل إلى المتلقي مسببةً له لحظة من الذهول والدهشة أمام هذا العمق للجمال والحركات البسيطة التي من حوله والتي عادة ً لا ينتبه لها.
يعالج شاعر «الهايكو» موضوع الطبيعة، وغالبا يُضمّن قصيدته إحساسا بالموسم ذي العلاقة الوثيقة بمفردات الطبيعة المحيطة، وعموما هذه القصائد لا تهتم بالبلاغة البيانية من تشبيه واستعارة، ومع ذلك فإن فن الهايكو قد يعتمد على بلاغة البديع مثل الجناس. وهذه بعض النماذج من قصائد أهم الشعراء اليابانيين:

«باشو»:
يزوي الربيع / تصرخ الطيور/عيون الأسماك مملوءة بالدموع
«يوسا بوسون»:
الفراشة التي حطت/ على جرس المعبد/ تنام بسكون
يفوحُ عبق الياسمين
هفهافاً عبر خُصلات شعركِ
يملؤني بخور مرنّمين

* * * *
حبّةُ زَبيب
حلاوةٌ وتجاعيد
تُطلُّ جدّتي
* * * *

رغم الأشواك
متعانقتان
صبّارةٌ وجوريّة
يغطيني كل ليلة

مخترقا حجب الظلام

تذكَّرتُ مات أبي.
.................................
على سطح القمر

لا حياة لا ماء لا نور

الأرض زرقاء.
................................
لحظة الفراق

أوراقي تكنسها الريح

لعينيكِ أشتاق.
.................................
بقلم:رشيد شرشاف
عجوز بعكاز

إرتعاشة القدمين كإبني

خطوة و يسقط.
.................................
ذبابة خضراء

تحوم حول بيتي

جثة متعفنة.
...................................
صمت الليل

المعتق بنور النجوم

يحرسه بوم.
.................................
سماء ممطرة

روحي مشتاقة لكسوتها

طين و ماء.
...................................
دوائر تعانق دوائر

تخترق جسد النهر الثائر

قطرات المطر.

.................................

أغنية الريح و المطر

شَعر جلدي رماح منصوبة

أنفاسي تحترق.

................................

يغطيني كل ليلة

مخترقا حجب الظلام

تذكَّرتُ مات أبي.

................................

على سطح القمر

لا حياة لا ماء لا نور

الأرض زرقاء.

................................

لحظة الفراق

أوراقي تكنسها الريح

لعينيك أشتاق.

................................

عابرا أروقة الصمت

مستظلا تحت شجرة الذكريات

جذورها ثابتة حزينة.

.................................

بعين واحدة

تنتظر الشمس دورها

خلف سحابة.

................................

بقلم: رشيد شرشاف
المطر نبض الأرض

ملاذها و سر خباياها

يذم خطايا العابرين.
.................................
أزهار حديقتي يانعة

يغريها حبي و انتظاري

زهرتي بين الأوراق.
................................
غارة مدمرة
و بحر ألجأ إليه
نظرة عينيك.
.................................
جناحان يرفرفان
خارج نافذة الزنزانة
عينا سجين.
................................
أشواك السمك
أقدمها طعاما
لقطط ضالة.
.................................
صمت الليل
المعتق بنور النجوم
يحرسه بوم.
..................................
بقلم:رشيد شرشاف
وإن أمطرت
وسالت عيونا على الأرض
قمم الجبال جافة.
...................................
تحت السحاب
عيون دامعة متضرعة
يبكي المطر.
..................................
من تحت التراب
تشق الظلمةَ وردةٌ
يد عاشق بالمرصاد.
..................................
من فرح أم حزن
تدمع عينا سحابة
وعينا صغيرتي.
..................................
أغصان الشجرة متفرعة
السحابة ملك عادل
حطاب يقتلع الجدور.
..................................
متسللا إلى غرفتي
مقبِّلا جبيني
قمر ساطع.
................................
بقلم:رشيد شرشاف
متحديا الصقيع
يجلس منتشيا بالبياض
رجل الثلج.
............................
قهوتي ليل داج
شمعتي بين خبو وشرارة
عني أنت غائبة.
................................
كعصفور مبتل
أقف عند شجرة الذكريات
عشي سحقته الرياح.
.................................
وردة عطرة تمشي
لا رحيق بمكنونها بل عسل
ما بالك مبتسمة!!
.................................
قَبْلَ الشمس
يُقَبِّلني متسللا
هذا القمر.
...................................
بحجر واحد
على سطح البحيرة
يرتعش القمر.
..................................
بقلم:رشيد شرشاف
مبجل هذا النهر
ملتويا بين الورد و الأشجار
يحيي ميتة الأشياء.
.................................
كما الأطيار تسكب لحنها
سكرانة بالصبح و الأضواء
شدوي بين الصدر و الأصداء.
.................................
كصبح بهي خارق للماء
متوغلا في ذات نفسي
لا أرجو ربى الأحياء.
...................................
بقلم:رشيد شرشاف
على فراش أخضر
يعوم بياضها
زهرة اللوتس.
................................
تحت الشمس
حاملا معوله جدي
في جيبه أقحوان.
.................................
على جانب رأسها
مبتسمة حبيبتي
زهرة كاميليا.
.................................
وردتي الحمراء
بين يدي
تقطر بالدم.
................................
عيون على الأرض
متلصصة مشرقة
زهرة الشمس.
.................................
لا حبيب بعدي
غيور حد القتل
زهرة النرجس تشبهني.
..................................
بقلم:رشيد شرشاف
هايكوـ عظمة الخالق

فراشة ترفرف
زهرة تنشر عبيرها
رحمة بالأحضان.
.................................
أرض جدباء
سحابة تسابق سحابة
رياحه موجهة.
.................................
عصر القوة
أشلاء الأجساد متناثرة
بطشه شديد.
.................................
رياح عاتية
أرض تخرج أثقالها
يوم وعيده.
.................................
مريم تحت النخلة
من رطبها تتنزل السكينة
رحمته تنصر الوليد.
.................................
ذلك الغراب المعلم
وارى سوءته أمام المعتدي
وحي رب العالمين.
.................................
فراشات في السماء
دبيب نمل على الأرض
رازق واحد.
.................................
ضياء الشمس
إبتسامة الوليد
تسبيح هامس.
.................................
عنكبوت وحمامة يحرسان
على مدخل الكهف خوف و رجاء
صديقان ثالثهما الحكيم.
................................
كنفس تغادر الجسد
تستلقي وردة ذابلة
بين كفي الخالق.
.................................
بقلم:رشيد شرشاف..............
ظلي وظلك متعانقان
سيف الضوء يجرح العتمة
دائما ظلي وحيد.
................................
من الجدع الوريق
أرخت رمشها سهوا
الظلال السمر.
..................................
ملتفا حولها كالعقيق
يسقيه الورد طيبا
نحل ثمل بالرحيق.
....................................
كشمس تصطلي عند الشروق
ترتوي من ناره الحرّى
نار تشتعل في الهشيم.
.................................
ما بين اليابس و الماء
بعينين جاحظتين
ينظر إلي ضفدع.
...............................
أخضرا يقفز
سمفونية الربيع
ضفدع صغير.
..................................
عند البحيرة
نقيق متواصل
يغري ضفدعة.
..................................
كل قبر
شرنقة حاضنة
تحكي فراشات الروح.
..................................
حال أفراحي
بدر مكتمل ـ
يتقلص إلى هلال.
...................................
بقلم:رشيد شرشاف
الرحيل..

وأنا راحل عنك
سلاف الفؤاد
يحن إليك.
.................................
كوني جريح
رحيلي عنك
يقطر بالدم.
.................................
وإن رحلت الطيور
فلابد أن تعود
كذلك قلبي.
.................................
بقلم رشيد شرشاف
هايكو ـ معبر الظلال

ما بين ظلي و ظلك
زهرة بنفسج
تشدني إليك.
.................................
شمس ساحرة
على مدار الساعة
ظلي يتقزم و يتمدد.
................................
بظل أعوج
يقفز على رجل واحدة
عكاز جدي.
.................................
ألوان قوس قزح
على الأرض
ظلها رمادي.
................................
أنت حين تحزن
ينكفئ ظلك تحتك
كما لم يكن.
.................................
إشهد يا فجر
إنتظاري لها ما زال,
يؤنسني ظلي.
.................................
تدوب الظلال
مخلفة دوائر
في فنجان قهوتي.
.................................
شروق الشمس
من تورد وجنتيها
يخجل ظلي.
.................................
قطرة قطرة
على صفحة الماء
يرعش المطر ظلي.
..................................
بعد طول ٱنتظار
يولد لإبني
ظل صغير.
................................
بقلم رشيد شرشاف
على الأرجوحة
القمر يرقص
كبندول الساعة.
.................................
يفتت النهر الصخر
باللين والإحتضان لا بالطرق
زهرة الهايكو شاهدة.
..................................
سمفونية الحب
على أوتار السحاب أعزفها
قلبك حجر.
.................................
بقلم:رشيد شرشاف
تلك الفزاعة بلا قلب

تفتح ذراعيها،تعانق الريح

عصفور وحيد يقترب.

................................

مساآتي تسألني

كم يصعب الفراق؟

طيفك يعانقني.

..................................

عني أنت غائبة

رياح الشوق تحمل أخباري

صمتي يملأه الحنين.

...................................

وميض يجرح العتمة

أعانق شجرة عارية

يستظل تحتي عصفور.

.................................

الأيادي الصغيرة دافئة

كشمس تعانق فضاآتي

تذيب الثلوج الصامدة.

..................................

بقلم: رشيد شرشاف
قطرات مطر و عواء
داخل جدع خشبي أجوف
جراء تلتهم فريسة.
..................................
عكس إتجاه الريح
تقترب من هدف متحرك
ذئاب ينخرها الجوع.
..................................
في ثوب حمل
ما تأخر عن القطيع
تفترسه الذئاب.
...................................
بقلم:رشيد شرشاف
تفاحة آدم ترقص
عاشق يغازل أنثاه
حواء بدهشة تراقب.
.................................
وحيد في غرامها
عاشقة حد الإحتراق
فراشة و قنديل.
.................................
عني أنت غائبة
رياح الشوق تحمل أخباري
صمتي يملأه الحنين.
................................
مساآتي تسألني
كم يصعب الفراق؟
طيفك يعانقني.
.................................
الأيادي الصغيرة دافئة
كشمس تعانق فضاآتي
تذيب الثلوج الصامدة.
................................
بقلم رشيد شرشاف
هايكو ـ عن العشق
كل غروب
تنبش ذاكرتي
همسات قديمة.
................................
الليل يتدثر بالسواد
و البحر يتمطى و يتمدد
في عينيك فقط.
..................................
تحت تلك الشجرة
على ذلك الجدع
حرفان منقوشان.
.................................
لست أغار
شفتاك بوابتا قصر ـ
أنفاسك الحارّة.
.................................
العيون الناعسة
تسكب وجعي سطورا
على ضفاف الهايكو.
..................................
بقلم:رشيد شرشاف...........
سيف مصقول
يخترق أضلع المساء
ذلك الهلال.
....................................
مساء الخريف
رياح تبعثر أوراق الشجر
توقظ أوراقي.
...................................
وحيدا صباحَ خريف
طيور مسافرة تغني لحن الوداع
محلقا قلبي يرفرف.
....................................
ترديني قتيلا
مع كل رمشة
بنادق عينيك.
....................................
نهران متوازيان
يصبّان في فؤادي
دموع حبيبتي.
................................
تلك السحابة
في قلبها سواد
تبكي على حالي.
................................
جحيم قُبَل
عناق حُبّ سرمدي
فراشات وزهر.
.................................
بقلم: رشيد شرشاف

الأحد، 15 نوفمبر 2015

قطرات مطر و عواء

قطرات مطر و عواء
داخل جدع خشبي أجوف
جراء تلتهم فريسة.
..................................
عكس إتجاه الريح
تقترب من هدف متحرك
ذئاب ينخرها الجوع.
..................................
في ثوب حمل
ما تأخر عن القطيع
تفترسه الذئاب.
...................................
بقلم:رشيد شرشاف

الخميس، 12 نوفمبر 2015

تلك الفزاعة بلا قلب

تلك الفزاعة بلا قلب
تفتح ذراعيها،تعانق الريح
عصفور وحيد يقترب.
................................
مساآتي تسألني
كم يصعب الفراق؟
طيفك يعانقني.
..................................
عني أنت غائبة
رياح الشوق تحمل أخباري
صمتي يملأه الحنين.
...................................
وميض يجرح العتمة
أعانق شجرة عارية
يستظل تحتي عصفور.
.................................
الأيادي الصغيرة دافئة
كشمس تعانق فضاآتي
تذيب الثلوج الصامدة.
..................................
بقلم: رشيد شرشاف

السبت، 7 نوفمبر 2015

هايكو ـ معبر الظلال
ما بين ظلي و ظلك
زهرة بنفسج
تشدني إليك.
.................................
شمس ساحرة
على مدار الساعة
ظلي يتقزم و يتمدد.
................................
بظل أعوج
يقفز على رجل واحدة
عكاز جدي.
.................................
ألوان قوس قزح
على الأرض
ظلها رمادي.
................................
أنت حين تحزن
ينكفئ ظلك تحتك
كما لم يكن.
.................................
إشهد يا فجر
إنتظاري لها ما زال,
يؤنسني ظلي.
.................................
تدوب الظلال
مخلفة دوائر
في فنجان قهوتي.
.................................
شروق الشمس
من تورد وجنتيها
يخجل ظلي.
.................................
قطرة قطرة
على صفحة الماء
يرعش المطر ظلي.
..................................
بعد طول ٱنتظار
يولد لإبني
ظل صغير.
................................
بقلم رشيد شرشاف
الرحيل..
وأنا راحل عنك
سلاف الفؤاد
يحن إليك.
.................................
كوني جريح
رحيلي عنك
يقطر بالدم.
.................................
وإن رحلت الطيور
فلابد أن تعود
كذلك قلبي.
.................................
بقلم رشيد شرشاف
ظلي وظلك متعانقان
سيف الضوء يجرح العتمة
دائما ظلي وحيد.
................................
من الجدع الوريق
أرخت رمشها سهوا
الظلال السمر.
..................................
ملتفا حولها كالعقيق
يسقيه الورد طيبا
نحل ثمل بالرحيق.
....................................
كشمس تصطلي عند الشروق
ترتوي من ناره الحرّى
نار تشتعل في الهشيم.
.................................
ما بين اليابس و الماء
بعينين جاحظتين
ينظر إلي ضفدع.
...............................
أخضرا يقفز
سمفونية الربيع
ضفدع صغير.
..................................
عند البحيرة
نقيق متواصل
يغري ضفدعة.
..................................
كل قبر
شرنقة حاضنة
تحكي فراشات الروح.
..................................
حال أفراحي
بدر مكتمل ـ
يتقلص إلى هلال.
...................................
بقلم:رشيد شرشاف

الثلاثاء، 3 نوفمبر 2015

ظلي وظلك متعانقان
سيف الضوء يجرح العتمة
دائما ظلي وحيد.
................................
من الجدع الوريق
أرخت رمشها سهوا
الظلال السمر.
..................................
ملتفا حولها كالعقيق
يسقيه الورد طيبا
نحل ثمل بالرحيق.
....................................
كشمس تصطلي عند الشروق
ترتوي من ناره الحرّى
نار تشتعل في الهشيم.
.................................
ما بين اليابس و الماء
بعينين جاحظتين
ينظر إلي ضفدع.
...............................
أخضرا يقفز
سمفونية الربيع
ضفدع صغير.
..................................
عند البحيرة
نقيق متواصل
يغري ضفدعة.
..................................
كل قبر
شرنقة حاضنة
تحكي فراشات الروح.
..................................
حال أفراحي
بدر مكتمل ـ
يتقلص إلى هلال.
...................................
بقلم:رشيد شرشاف

الجمعة، 30 أكتوبر 2015

على فراش أخضر
يعوم بياضها
زهرة اللوتس.
................................
تحت الشمس
حاملا معوله جدي
في جيبه أقحوان.
.................................
على جانب رأسها
مبتسمة حبيبتي
زهرة كاميليا.
.................................
وردتي الحمراء
بين يدي
تقطر بالدم.
................................
عيون على الأرض
متلصصة مشرقة
زهرة الشمس.
.................................
لا حبيب بعدي
غيور حد القتل
زهرة النرجس تشبهني.
..................................
بقلم:رشيد شرشاف

الخميس، 29 أكتوبر 2015

مبجل هذا النهر
ملتويا بين الورد و الأشجار
يحيي ميتة الأشياء.
.................................
كما الأطيار تسكب لحنها
سكرانة بالصبح و الأضواء
شدوي بين الصدر و الأصداء.
.................................
كصبح بهي خارق للماء
متوغلا في ذات نفسي
لا أرجو ربى الأحياء.
...................................
بقلم:رشيد شرشاف

الاثنين، 19 أكتوبر 2015

سماء ممطرة
روحي مشتاقة لكسوتها
طين و ماء.
................................
صمت الليل
المعتق بنور النجوم
يحرسه بوم.
.................................
ذبابة خضراء
تحوم حول بيتي
جثة متعفنة.
.................................
عجوز بعكاز
إرتعاشة القدمين كإبني
خطوة و يسقط.
.................................
المطر نبض الأرض
ملاذها و سر خباياها
يذم خطايا العابرين.
.................................
أزهار حديقتي يانعة
يغريها حبي و انتظاري
زهرتي بين الأوراق.
................................
بقلم رشيد شرشاف

الجمعة، 16 أكتوبر 2015

دوائر تعانق دوائر

دوائر تعانق دوائر
تخترق جسد النهر الثائر
قطرات المطر.
.................................
أغنية الريح و المطر
شَعر جلدي رماح منصوبة
أنفاسي تحترق.
................................
يغطيني كل ليلة
مخترقا حجب الظلام
تذكَّرتُ مات أبي.
................................
على سطح القمر
لا حياة لا ماء لا نور
الأرض زرقاء.
................................
لحظة الفراق
أوراقي تكنسها الريح
لعينيك أشتاق.
................................
عابرا أروقة الصمت
مستظلا تحت شجرة الذكريات
جذورها ثابتة حزينة.
.................................
بعين واحدة
تنتظر الشمس دورها
خلف سحابة.
................................
بقلم: رشيد شرشاف

الاثنين، 12 أكتوبر 2015

كسهم غادر
يخترق ملتويا هذا النهر
شط البحر.
.................................
كسجين وراء القطبان
حوله ترسانة ألعاب
ينظر باستعطاف إبني.
................................
ناظرا إلى أعلى
دمعه يرتطم عند الذقن
ينكسر القمر.
................................
رغم هبوب الرياح
أشكال و ألوان في الأفق
ترسم غيمة.
................................
فلتعتلي أعلى القمم
فأنت جارية للرياح
قال الطير للسحابة.
...............................
أموات و أحياء
أراهم بأم عيني
صور قديمة.
................................
خلف الباب
رائحة سفر و اشتياق
قالت الريح.
................................
شمس دافئة
عطر يملأ رئتي
حضن أمي.
................................
أشجار عارية
باحث عن الدفئ خلف النافذة
قط صغير.
................................
كل شجرة
وطن ثابت عرشه في السماء
يكتب قلم.
...................................
بقلم: ,...............

الأحد، 11 أكتوبر 2015

 هايكو ـ الموجة

رذاذ الأمواج
على وجهي تساَّقط،
دموعي أكثر ملوحة.
................................
كما الأمواج،
تذهب تارة و تعود
بعض أحزاني.
...............................
موجة موجة
يجمعهم حب واحد
حجاج الكعبة.
...............................
قمر آفل
شمس تعبر الشط،
أمواج البحر تغريني.
................................
بنقرة خفيفة
على ساعد إبني،
تتحرك موجة.
.................................
بقلم:رشيد شرشاف..............

الجمعة، 9 أكتوبر 2015

قصة قصيرة: المهندس بهلول بقلم:رشيد شرشاف

كانوا ينادونه بالمهندس بهلول تجده في كل صباح مع أول شعاع شمس أول المستيقظين ،يجري بفرح جنوني حول الحديقة العامة، يتدحرج كالأطفال على الأعشاب الندية إلى أن تبتلّ ملابسه المهترئة و لحيته الطويلة.لا يأبه بتتبع المارة له و لا باشمئزازهم و خوفهم من تصرفاته الغريبة.لا يهدأ و لا يكف عن الإبتسام،و حين يمر أول فوج للأطفال متوجها إلى المدارس تتسع إبتسامته و تبرق عيناه بنظرة غريبة. يجلس على أول كرسي. يتابعهم فردا فردا. يبادلونه الإبتسام فهم يعرفونه جيدا و يحبونه أيضا. بين الفينة والأخرى يجالسونه ويحكون له عن أخبارهم و أحلامهم الصغيرة. ينظر إليهم بسعادة لكنه يظل صامتا و كلما حاول فتح فمه يسيل اللعاب بغزارة من بين شفتيه فينفجر الجمع بالضحك.يطرق برأسه إلى الأرض خجلا. يرسم على التراب صورة طفلين صغيرين يلعبان قرب نهر رقراق، و أشجار وارفة، وفراشات تلثم الأزهار و ترقص جذلة.يعجب الأطفال برسمه فيصيحون بفرح. يودعونه و يتوجهون إلى مدارسهم. يتوقف عن الرسم. يرفع عينيه إلى السماء و ينظر بشرود.لا جليس يؤنسه و لا ونيس. يشعر بالوحدة والضياع. يغادر الحديقة. يخترق الأزقة. يبحث عن لقمة غذاء بين القمامة يطفئ بها جوعه. يأكل بتلذذ ويتابع طريقه.
أهل البلدة يحفظون حكايته عن ظهر قلب. يشفقون عليه و يتجنبون إغضابه خاصة بعدما شاهدوه يكسر بيديه القويتين كَيَدِ غوريلا، سيارة سيدة تنهر أبناءها بغلظة و تعاملهم أسوأ معاملة، لم يستطع أحد أن ينقذها إلى أن أتت الشرطة و كبلته بمشقة. إحتجزته شهورا بمستشفى المجانين ثم أُطلق سراحه بعد ذلك كحمل وديع.
يسير بهدوء إلى أقرب سور مدرسة.يأخذ طبشورا ملونا. يرسم أسراره على الحائط الطويل:بيت صغير. إمرأة بعمر الزهور تراقص شابا يافعا. طفلان يفتحان الباب لأبيهما الحامل لشنطة سفر. صراع دموي بين الرجلين. إصابات بليغة بالرأس. ضباب أسود يلف المكان. لا شمس تشرق بعد ذلك، ولا أزهار تتفتح، و لا طيور تغرد. جسد يهيم في الطرقات بلا مأوى و لا أنيس. لا فرق بين شتاء و خريف ولا بين صيف و ربيع.وحدها إبتسامة الأطفال تنير ظلمة قلبه السحيقة وتذكره بماضيه البعيد.
مع غروب الشمس يتجمهر الأطفال حول رسوماته. يرقصون و يضحكون. يتأوه بطريقة مضحكة. يودعونه على أمل اللقاء. يعود إلى ركنه المفضل تحت أحد الأشجار. يبكي بحرقة و يصيح صيحة تقشعرّ لها الأبدان. يَظَلُّ على هذا الليل كله.لا يُعْرَفُ متى ينام....

الأحد، 4 أكتوبر 2015

هايكو ـ عن العشق
كل غروب
تنبش ذاكرتي
همسات قديمة.
................................
الليل يتدثر بالسواد
و البحر يتمطى و يتمدد
في عينيك فقط.
..................................
تحت تلك الشجرة
على ذلك الجدع
حرفان منقوشان.
.................................
لست أغار
شفتاك بوابتا قصر ـ
أنفاسك الحارّة.
.................................
العيون الناعسة
تسكب وجعي سطورا
على ضفاف الهايكو.
..................................
بقلم:رشيد شرشاف...............

أخفض رأسك
سحابة عابرة في الأفق
رجل يتسلق جبل.
................................
مغص في معدتي
أئن لا دواء يشفيني ـ
تحت شجرة الرمان.
.................................

الخميس، 24 سبتمبر 2015

أنثى الهايكو

إذا الشمس أفلت
بين ثنايا الليل علقت
لعينيك سحر الغروب.
................................
كجرادة تقفز مرتبكة
من زهرة إلى زهرة
يخفق لرؤياك فؤادي.
................................
ذلك القمر
يسبح في فلكك
نور على نور.
................................
غراب أسود
في ليل ذي شؤم
رجل يغازلك.
.................................
وردة متفتحة
عطر باريسي
إبتسامة شفتيك.
.................................
بقلم:رشيد شرشاف..............

الأحد، 13 سبتمبر 2015

هايكو-ريتشارد رايت
1
احزمي أمرك أيتها الحلزونة!
نصفك داخل منزلك،
ونصف خارجه!
2
فلتغادر حالاً أيها العث،
سأطفئ الضوء
وأذهب للنوم.
3
حسناً، يا عصافير الدوري،
غربت الشمس وبوسعك الآن
أن تكفي عن الزقزقة!
4
عطسة الكلب العنيفة
تفشل في إثارة ذبابة واحدة
على ظهره الأجرب.
5
في صباحات الشتاء
تكشف الشمعة عن آثار شاحبة
لأسنان الجرذان.
6
بأنف مرتعش
يقرأ كلب برقية
على جذع شجرة رطب.
7
شباك العناكب
تدبق على وجهي المتعرق
في الغابات المتربة.
8
نصل سكين دام
لعقته قطة
إبان نحر خنزير.
9
في الثلج النادف
فتى ضاحك يمد راحتيه
حتى يغطيهما البياض.
10
زهرة ماغنوليا
تدلت على أخرى
في العشب المبلل بالندى.
11
مع الشمس الآفلة،
تنشق بطيخة خضراء
والعصير يسيل.
12
ريشة دوري
على شوكة سلك صدئ
في الحر القائظ.
13
مطر ثلجي ليلاً
يطيِّب اللفت المنتفخ
بنكهة مميزة.
14
أكوام الكرز الأسود
تتلألأ بقطرات المطر
في شمس المساء.
15
النهار طويل جداً
حتى عصافير الدوري الصاخبة
ران عليها صمت غريب.
16
يبدأ الربيع حيياً
بدبوس من عشب أخضر
في أصيص زهرة.
17
مغادراً عشه،
الدوري يغط هنيهةً،
ثم يفرد جناحيه.
18
مثل صنارة صيد،
ظل زهرة عباد الشمس الطويل
يحوم في البحيرة.
19
في الشمس الآفلة،
براعم الشجرة تتضيق سريعاً
لتجفف قطرات المطر.
20
سرعان ما تتلاشى،
قطرات مطر الصيف الأولى
على باب خشبي قديم.
21
طار الغراب سريعاً جداً
مخلفاً نعيبه الوحيد
وراءه في الحقول.
22
تنتحب وتبكي،
أوتار إوزة شجية
مارة بمقبرة.
23
ذات مساء خريفي
يدخل غريب قرية
ويخرج منها.
24
دوري جريح
يغط في ماء بحيرة بارد صاف،
بعينين مفتوحتين.
25
بين الزهور
ساعة خزفية تتكتك
في غرفة الميت.
26
بسخط
فتاة صغيرة تصفع دميتها-،
صوت مطر الخريف.
27
قبعة الفزاعة القديمة
تطوحها رياح الشتاء
في مقبرة.
28
قادماً من الغابات،
ثور وغصن ليلك
يتدلى من قرنه.
29
ضوء القمر الصيفي
يومض على كير الحداد
ويبرد حمر الجمرات.
30
كل أجراس المدينة
ترن رنيناً صاخباً منتصف هذه الليلة،
مخيفة السنة الجديدة!
31
ما من طائر يطير،
أوراق الشجرة ساكنة سكون حجر-
في مساء خريفي.
32
في سقيفة الحطب القديمة
رؤوس الكتل الجليدية الطويلة
تشحذ الريح.
33
صبية صغار يقذفون
أحجاراً على فزاعة آثم
في حقل مغطى بالثلج.
34
منتصباً بصبر،
يقيم الحصان لندف الثلج
بيتاً على ظهره.
35
متخبطاً طوال اليوم،
ينام البحر البارد الآن نوماً عميقاً
على سرير النجوم.
36
غابة ربيعية صامتة:
يفتح غراب منقاره الحاد
ويخلق سماء.
37
صياح ديك ثاقب
يقود نجوم فجر الربيع
بعيداً عن السماء.
38
من ناطحة سحاب،
الشوارع النشطة تميل جميعها
نحو بحر الربيع.
39
وأنا أحرث الأرض،
تزور غرباني جميعها
مزرعة مجاورة.
40
لابد أن قمر الربيع ذاك،
شديد الصفرة وبالغ الهشاشة،
سيتصدع عند غيمة!
41
حاملة مطر كثيراً،
زهرة التوليب تنحني وتسكبه،
ثم تستقيم مجدداً.
42
مثل نار متفشية،
تقفز الزهور من شجرة إلى شجرة
في ربيع متوهج.
43
الرعد المباغت
أجفل الماغنوليا
فابيضت من شدة الشحوب.
44
مغادراً عيادة الطبيب،
يبدو العالم أجمع مختلفاً
في هذا الصباح الخريفي.
45
كدت أنسى
أن أعلق قمر الخريف
على الجبل.
46
; فاحت برائحة الورود
لكن عندما أضأت المصباح،
كانت بنفسجاً.
47
صباح جليدي:
تركت قليلاً من جلدي
على عصا المكنسة.
48
سماء الربيع شديدة الصفاء
تخال أنها تشف عن
الغد.
49
ريح ربيعية منعشة
تذكرني بشيء
لا أستطيع استحضاره.
50
أشعر بمطر الخريف
يحاول أن يشرح شيئاً
لست راغب بمعرفته.
51
سيرك على شاطئ البحيرة:
فيل يرتعش
يلوّح في مياه زرقاء.
52
وهي تخلع ثيابها،
يمس قمر الربيع نهديها
لسبع ثوان.
53
فواق الرضيع
يخمد وأزيز ذباب
يملأ الغرفة المشمسة.
54
رجل ذو أرجل كالأوتاد
يتجول في الحديقة،
مشذباً الزهور.
55
أول يوم من أيام الربيع:
تسرح الخادمة شعرها الأشقر
تسريحة جديدة.
56
قرية في وادٍ
رابضة في قبضة ضوء القمر
كم هي وحيدة.
57
في مطر ربيعي خفيف
عجوز تبصق
في منديل.
58
فأرة ميتة تعوم
على وجه دلو ممتلئ بالقشدة
في ضوء فجر ربيعي.
59
في هذه الغرفة المستأجرة
يقف شتاء آخر خارج
لوح نافذتي الزجاجي المتسخ.
60
سيجارتي تتوهج
دون أن تمسها شفتاي
نسمة ربيعية ركينة.
61
ترسو على شاشة
صالة سينما مزدحمة،
فراشة بيضاء.
62
فراش مرض فارغ:
مخدة بيضاء مجعدة.
في شمس شتاء واهية.
63
بينما الغربان تنعق،
نباتات الخشخاش بإخلاص
تزيد أحمرها دكنةً.
64
امرأة بدينة عارية
تقف عند موقد المطبخ،
تتذوق عصير التفاح.
65
غاسلة الملابس
تصبغ حوض الماء بالأزرق-،
رياح الربيع المشمسة!
66
في صالون الحلاقة
نتن الصابون والشعر-،
يوم صيفي حار!
67
العشب الأخضر الخشن
عالق في الشعر السميك الصوفي
لرأس الصبي الأسود.
68
أدفع الإيجار
عن القملة في غرفتي الباردة
وضوء القمر أيضاً.
69
أدخل بلدتي
والثلج يندف مدراراً،
أشعر بأني غريب.
70
لقد تهت
في بلدة غريبة ليلاً-،
سماء مضاءة بنجوم باردة قديمة.
71
محبوس في صندوق الثلج،
جدجد يسقسق ناعساً
في شتاء غريب.
72
واصل السيرة بمحاذاة هذا الحاجز،
ثم استدر يميناً حيث ستجد
شجرة دراق مزهرة.

السبت، 12 سبتمبر 2015

هايكوـ مطر

تساقط الأمطار
على أرض عطشى
يثير الغبار.
.................................
رقرقة النهر
وانبساط أسارير الفلاح
طقطقة المطر.
.................................
مطر مطر مطر
فرحة صغار تكسو البرية
فراشات وورد و شجر.
.................................
بقلم: رشيد شرشاف.............

الأربعاء، 9 سبتمبر 2015

ظلال الطفولة

قصة قصيرة: ظلال الطفولة بقلم:رشيد شرشاف

إمتلأ البيت بالناس ،النساء في الطابق السفلي و الرجال في الطابق العلوي و الأطفال منتشرون في كل مكان،وفي كلا الطابقين ضجيج وكلام فارغ..فاليوم يوم عرس والعرس لازال في أوله..واحد فقط في الطابق العلوي عمره ثلاثة سنوات ظل صامتا حائرا ينظر إلى ظله المرتسم على الأرض في توجس وخوف وهو يحاول الإبتعاد عنه في إستماتة لكنه كان يتبعه و لا يفارقه .أراد أن يستنجد بأحد الذين يحيطون به فلم يعرف منهم أحدا،فٱزداد خوفه وود لو يعود إلى أمه في الطابق السفلي و يدفن نفسه في حضنها فلا يتركها أبدا..لكن ماذا عن هذا الكائن الغريب؟هل سيتركه يمر في سلام؟ قطعا لا. إنه يتربص بجميع خطواته ولا يدع مكانا يمشي إليه إلا و يذهب إليه هو الآخر..لابد من مجابهة الواقع و إكتشاف المجهول ..لقد إكتشف لحد الآن بأن ظله لا يرتسم على الأرض فقط بل يرتسم حتى على الحائط..وفي بعض الأحيان يصبح طويلا كبير مخيفا وفي أحيان أخرى يصبح قزما صغيرا تتقزز منه نفسه لكنه لا يخشاه ولا يشعر نحوه بأي ذرة خوف..ترى ما طبيعة هذا الكائن المتغير الأشكال و الأطوال؟إنه لم يره من قبل أو هكذا خيل إليه, ؤأمه لم تحك له عنه.إستجمع شجاعته وٱقتفى أثره إلى أن حاصره في زاوية الغرفة وهو مرتسم على الحائط ،فمد سبابته نحوه و مسه ثم فر بعيدا وسط ضحكات الحضور, الذين أخذوا يراقبون حركاته الغريبة،لكنه لم يبال بهم وٱستمر في مناورة ظله في شتى أرجاء الغرفة ,وهو يكاد يموت هلعا, و في محاولة يائسة منه لإنهاء الصراع الغير المتكافئ, رمى ظله بأحذية الحضور التي كانت موجودة بجانب مدخل الغرفة, فتعالت الضحكات حتى دمعت الأعين ،وهنا تقدم أحد الحضور نحوه, وهدأ من روعه, فأخذه إلى مجلسه ,و أجلسه بجانبه ثم قال له في حنان بالغ:
هل يخيفك الظل؟
فحرك الطفل الصغير رأسه بعلامة الإيجاب, ولم ينبس بأي كلمة طوال جلوسه،لكنه أخذ يحدق طويلا في وجه منقذه ,و يستمع في غرابة إلى حديثه مع باقي الحضور, الذي تشعب كثيرا فلم يعد يفهم منه شيئا, لكنه على الأقل يعلم بأن الحديث قد إبتدأ بربط علاقة بين صراعه مع الكائن الغريب, و صراع بعض الناس مع كائن آخر إسمه اللغة الأم, و كثيرا ما حاول أن يكتشف طبيعة هذين الصراعين ,و يجد الرابط بينهما, لكن تركيزه تبدد في الأخير كمثل تبدد نقاشهم عند تقديم الوليمة.
أمعاءه الآن تتصارع و تحدث صوتا غريبا يغلف الصراع بغلاف مأساوي ،ومائدة الطعام أمامه لكنه يخجل من مد يده رغم أن كل الأيادي الكبيرة قد أخذت قطع الخبز و شرعت في الأكل.نظر إلى منقذه نظرة جانبية, فوجده ينظر إليه فٱبتسم في خجل, وطأطأ رأسه لكن المنقذ ربت على رأسه برفق مطمئنا, ثم أخذ يطعمه,وقد أدهشه هذا كثيرا لأنه تفرغ إليه كليا ولم يطعم نفسه ولو لقمة واحدة ..أكل حتى شبع وجمعت الأطباق وقدم الشاي والحلوى،وبدآ جفناه يتثاقلان، وفي هذه اللحظة سمع شخص مألوف لديه ينادي عليه من مدخل الغرفة في خفوت من مكان لا يراه الحضور ،فنفض عن عينيه النعاس مؤقتا, وٱنطلق يجري نحو مصدر الصوت .لقد كان الصوت صوت أمه تدعوه للعودة إلى المنزل .حملته ثم قبلته على جبينه وسألته:
ـ هل تناولت الطعام؟
فأجاب:
ـ نعم لقد أطعمني ذلك الرجل..
وأشار بسبابته إلى منقذه ثم إرتمى على صدرها و نام..في الصباح عندما إستيقظ وجد نفسه في فراشه بغرفته و الشمس قد سطعت و رمت أشعتها عليه .ضجيج عرس البارحة مازال يرن في أذنيه ،و الكائن الغريب طارده مرة أخرى في أحلامه .نادى أمه بصوت منخفض متعب لم تسمعه أذناه ،ثم بصوت مرتفع قليلا ،فجاءت إليه بعد لحظات ،عيناها متعبتان وإبتسامتها تملأ وجهها كله.إلتقت النظرات.في عينيه أسئلة كثيرة تبحث عن إجابة.المجهول أصبح بحرا أسودا غاضبا ،يتلاطم بشدة داخل جمجمته الصغيرة ,ويكاد يحطم بناءها المقعر
قال لها ببراءة و عيناه لا تفارقان وجهها:
ـ أمي لقد رأيت الليلة الماضية في منامي أحلاما كثيرة أخافتني, فمتى يأتي أبي من سفره البعيد كي يطمئن قلبي؟
فشردت عيناها بعيدا وراء أحد أبواب مملكة الموت المشرعة حيث يرقد والده بالداخل ،ثم عادتا إليه وهما محملتان بحزن رهيب و قالت له:
ـ ألا يكفيك أن تكون معي؟
فٱحتار الصغير في الجواب ولم يجبها فٱحتضنته،إحتضنته بشدة لم يعهدها من قبل، كأنها تخاف فراقه أو تحميه من مجهول ما،فٱستسلم هو لدفئها في خضوع .لم يقاوم ولم يعارض ،لكن الأسئلة أخذت تتناسل في رأسه و تتكاثر.تنمو و تنضج
و تتراكم في الركن الخلفي للجمجمة إستعدادا للطرح في وقت آخر ،ولم ينبس بأي كلمة و ظل صامتا فالكلام قد خرج عن سلطة لسانه،و لاحظت هي ذلك فٱزداد تعلقها به..تفانت في خدمته في ذلك اليوم أكثر من ذي قبل ،ولازمته في جل تحركاته .لاعبته و داعبته إلى أن إنتزعت الإبتسامة من شفتيه و ٱطمأنت عليه فخف قلقها.
أمر واحد حدث فيما بعد للصغير أثناء وجوده أمام عتبة البيت جعلها تعيد النظر فيما فضل عندها من قلق ،فقد كان يلعب مع أصدقائه فرحا مسرورا, لكنه وعلى نحو مفاجئ تغيرت سحنته و ظهر على محياه الذعر،لم يكن السبب هو مضايقة أحد أصدقائه أو إصابته بمغص مؤلم مثلا ,لأن ذلك كان سيثير والدته و يزيد من قلقها ،لقد كان السبب هو رؤيته لظل متحرك .. نعم،ظل رجل يحمل في يده اليمنى سجادة..لابد أنه كان ذاهبا إلى المسجد أو عائدا منه.حاول كعادته الفرار أو الإستنجاد بأمه أو مجابهة الواقع لكنه عدل عن ذلك في آخر لحظة،فالشخص الذي رآه كان هو نفس الرجل الذي جالسه في حفلة العرس و عطف عليه.إنطلق نحوه بحماس و أمسك بيده و صافحه ناسيا الظل المرتسم على الأرض.تعرف عليه الرجل بسهولة فقال له مداعبا:
ـ سلام الله عليك أيها البطل الصغير أمازلت تخشى الظل؟
فتمسك بالرجل في خوف وقال:
ـ إنه يخيفني كثيرا .يخيفني في نومي وفي يقظتي
فضحك الرجل وقال له مطمئنا:
ـ لا تخف منه ..إنه لطيف ومسالم و صديق وفيٌّ في كل الأوقات
فنظر إليه الطفل في حيرة وقال له:
ـ إذا لماذا يطاردني في كل مكان ويخيفني ؟
فٱبتسم الرجل و قال له:
ـ السبب يعود إليك بالدرجة الأولى فأنت لم تفهمه ولم تحاول الإقتراب منه ..إنه يريد أن يتعرف عليك و يصادقك وأنت تخاف منه وتحاربه ..
فبهت الطفل من كلام الرجل و أطرق برأسه إلى الأرض وأمارات التأنيب و الشعور بالذنب قد ظهرت على وجهه ،وأخذ ينظر إلى ظله مليا و يراقب تحركاته الحائرة التي لم تكن سوى ترجمة لتحركاته هو كأنه يريد أن يستوثق من كلام الرجل وفي الأخير قال:
ـ يبدو أنني ظلمته من دون أن أشعر ،هل مازال يريد مصادقتي؟
فقال له الرجل:
ـ نعم.. بالتأكيد و إلى آخر العمر
ففرح الطفل من كل قلبه وحينما عاد إلى البيت و حكى لأمه ما جرى لم تتمالك نفسها من شدة التأثر ،فسالت من عينيها دموع كثيرة ،كانت هي دموع الفرح..

هايكوـ عن الحرب..بقلم: رشيد شرشاف

هايكوـ عن الحرب

أرخت ظلالها على الأرض
بين معول و بندقية
تفاحة بلون الدم.
.............................................
رائحة شواء
وبحر بلا شطآن
أجساد اللاجئين.
............................................
بين الأشجار
تقف في شموخ
دبّابة.
.............................................
و دمعته متلألئة
يعظهم و يشحن هممهم
مستعمر.
.............................................
رضيع يحترق،
على قنوات الترفيه
شجب و ٱعتراض.
..............................................
هاربون من الموت،
بطشت بهم الأمواج بطشا:
حفر عطشى.
..............................................
يوم الحشر
لا يبرد حر
من رمته موجة.
.............................................
وردة ذابلة،
مبتور الجناح
ذلك الطفل.
.............................................
كسكّيرة بلهاء،
تتمايل بغطرسة
هذه الأرض.
............................................
بقلم: رشيد شرشاف........................
هايكوـ عن الطفل

وردة ذابلة
مبتور الجناح
ذلك الطفل.
.............................................
سحقا لمن باع
وقزم فضاآتي:
طفل مجاهد.
.............................................
مشيرا نحو السماء
واضعا أصبعه على الأرض
طفل يراقب فراشة.
..............................................
أحب الله
أعشق أمي
مناجاة طفل.
.............................................
كنوز العالم
تحت مخدة طفل
و صور قديمة.
.............................................
تحت المطر
يَدُكّ الأرض دكًّا
طفل صغير.
.............................................
غائب أنا
عين إبني على الباب
شوقا ينادي.
.............................................
من هذا؟
مشيرا إلي
أبني يسأل.
..............................................
أيهما أقوى؟
ناظرا إبني إلى الأعالي
متحديا الشمس.
.............................................
ليل عسعس
يد إبني الرضيع
خفية تتلمسني.
.............................................
بقلم: رشيد شرشاف.........................

الأربعاء، 2 سبتمبر 2015

هايكو ـ المرآة

خارج المرآة
بنظرات مشدوهة
أقف أنا.
.............................................
كقرص جبنة
شمس مشرقة
تظهر على المرآة.
.............................................
رأيتني عجوزا
بريقٌ بِخرمين ينظران
تكذب المرآة.
.............................................
شكلي على المرآة
أحضنه
تفصلنا زجاجة.
.............................................
نظرة جانبية
القفا محمر
تعكس المرآة.
.............................................
بقلم :رشيد شرشاف

الأحد، 30 أغسطس 2015


قصائد هايكو 2
 

 
-61-
لن تمضي الليلة
دون أن تسقط آخر ورقة
من شجرة الرمان العجوز.
-62-
مساءٌ باردٌ،
صوتُ مفتاحٍ في قفل الباب -
يقفز الأطفال من تحت اللحاف.
-63-
بصمت وقلق،
أنتظر عبور الغيمة القاتمة
كي أرى القمر.
-64-
الرابعة بعد الظهر -
عجوزُ يسابقُ ظلَّه
نحو موقف الباص.
-65-
ريح خفيفة
تكفي لتصبح شجرة البرتقال
عارية تمامًا.
-66-
حول المصباح الكهربائي
تمنعني من كتابة الهايكو -
فراشة.
-67-
من فمها،
لنبيذِ المزِّ
طعمٌ حلوٌ.
-68-
السنونو معلقٌ على الغصنِ،
جناحٌ على الصنوبرةِ،
جناحٌ في السماءِ.
-69-
شمسٌ وقِشٌ،
زقزقةُ سنونو،
جيرانٌ جددٌ.
-70-
هذا الصيف،
لم يترك السنونو ريشَهُ
على شرفتي.
-71-
أسرابُ السنونو
تطيرُ بسرعةٍ وخفَّةٍ -
أراقبها من خلفِ زجاجِ النافذةِ.
-72-
نسائمُ أيلولَ اللطيفة
تنذرُ بالمطر -
أعشاشُ السنونو فارغة.
-73-
فوق سورِ المقبرةِ
يزقزقُ السنونو عاليًا
غير آبهٍ بصمت القبور.
-74-
في عشِّ السنونو
قشورُ بيضٍ
وأفعى ببطنٍ منتفخٍ.
-75-
أعشاشُ السنونو
يغطيها الغبارُ -
آه، لقد حلَّ الخريفُ باكرًا.
-76-
أثناء تبديلِ الحصصِ في المدرسة
أدخنُ سيجارةً في الباحةِ -
لا سنونو في السماء.
-77-
تطير أسرابُ السنونو جنوبًا -
ليس لشجرةِ السرو الآن
سوى ريح الشمال.
-78-
شمسُ آب حارقةٌ جدًا -
ربما يتأخرُ السنونو
في رحيلهِ هذا العام.
-79-
رحل السنونو -
بإمكاني أن أستمع مرة أخرى
لصوت فيروز في الصباح.
-80-
نحلةٌ عنيدةٌ
تسقطُ في صحن المربَّى -
أتناولُ إفطاري.
-81-
بقعة سوداء تتحرك
في كأس الحليب -
ذبابة كبيرة.
-82-
تسقط ذبابة
في كأس الشاي -
لم يعد لدي رغبة في الأكل.
-83-
أقتل حشرة غريبة الشكل
على طاولتي
حتى دون أن أعرف اسمها.
-84-
منقلبًا على ظهرهِ
تتحرك أرجل الصرصور بسرعة
قرب حذائي.
-85-
حتى النملة
لها ظلٌّ
في آب.
-86-
طنين بعوضة
يمنعني من النوم
مساء تموز.
-87-
مرة أخرى،
ينحني غصن السرو -
ما زال الثلج يتساقط.
-88-
ينحني غصن الصنوبرة،
تتساقط قطع ثلج كبيرة
على الأرض.
-89-
ٳلاَّ ثوب أمي.
-90-
ربما ستذبل
شتلة حبق أخرى
قبل ذكرى وفاة أمي.
-91-
نسيم بارد
صباح كانون -
أمِّي مازالت نائمة.
-92-
صباح تشرين،
رذاذ يتساقط
فوق قبر أمِّي.
-93-
حتى خدُّ أمي
مصفرٌّ
أول تشرين.
-94-
مساء تشرين،
يصمت الأولاد عند سماع
صوت الطنجرة في المطبخ.
-95-
أول أيلول،
تبدو شجرة السرو
مليئة بالغبار.
-96-
صبيحة العيد،
يسيل لعاب الخروف
لرؤية النساء يحفرن الباذنجان.
-97-
لم يكن العشب بهذه الطول
في حوض "فم السمكة"
صباح البارحة.
-98-
هذه السنة
قد تلقي شجرة الكباد بثمارها
على باحة جارنا.
-99-
صباح أيلول،
عصافير الدوري ما زالت مختبئة
بين أغصان السرو.
-100-
مساء أيلول،
يتناثر القمر
كلما اهتزت أغصان السرو.
-101-
صوتُ طفلٍ مبحوحٍ
يبيعُ باقاتِ نرجسٍ ذابلة
في شارعُ مليء بالحجارة.
-102-
بلا أجنحة
تطير أوراق الكينا
مع نسائم أيلول.
-103-
كثير من الملح
قليل من الماء
على القارب العتيق.
-104-
لعلَّ القمر
مكتملٌ الآن
خارج زنزانتي.
-105-
مساء أيلول
أرفع رأسي بتعب نحو القمر
بعد انقطاع الكهرباء.
-106-
أقطف حبات الزعرور
من حديقة جارتي
مع أنها ما زالت صفراء.
-107-
صوت البرد
يرتطم بزجاج النافذة
أعلى بقليل من طقطقة الحطب.
-108-
-109-
كتلة لحم
في قطعة قماش -
مصارع السومو.
-110-
يومَ عيدِ ميلادي
ألتهمُ الكثيرَ من الحلوى
بدون شموع.
-111-
-112-
من البابِ الضيقِ،
تطيرُ فراشاتٌ سوداءٌ
بعد المغرب.
-113-
في المطبخِ
ليس لديَّ بركة أو ضفادع -
فقط حوضٌ وأطباقٌ متسخةٌ.
-114-
كأسَ النبيذِ الثالثةِ
أشعرُ بدوارٍ خفيفٍ -
تدمعُ عيناي.
-115-
كانون،
الكهرباء منقطعة -
سأحاول النوم.
-116-
رافعًا يديه نحو السماء،
يبتهل الشيخ
بكلمات غير مفهومة.
-117-
كل الأطفال فرحين بالثلج
إلا شجرة السرو
لا أحد يلعب معها.
-118-
وحدها تقف بثبات
شجرة السرو
بعد انتهاء العاصفة بقليل.
-119-
يا لهذه الياسمينة المصفرة،
لم تعد تمتد لها أصابع العشاق
في الصباحات الباكرة.
-120-
ثمة فراشة
ترافقني هذا الصباح
مع أني ضللت الطريق.
-121-
مع أنها تمطر بغزارة في الخارج،
إلا أن الحنفية المعطلة
هي ما يحرمني من النوم.
-122-
ما أكرمك أيها الدُوري:
صوتك يبعث الدفء في قلبي
مع أن عشَّك مغمور بالثلج.
-123-
صباح كانون،
حتى الشمس مختبئة
خلف الغيوم.
-124-
صباح تشرين،
من أين تأتي
رائحة السنابل؟
-125-
على القبر
أغصان ريحان يابسة
من العيد الفائت.
-126-
قرب القبر
آثار أقدام كثيرة
ووشاح أسود.
-127
هذا الصباح أيضًا
لا تغير الأرملة الشابة
غطاء السرير البارد.
-128-
في باحة الدار
تتساقط أوراق الليمون بصمت
على ضوء القمر.
-129-
لسوء حظي
تمطر الآن
خلف التلال البعيدة.
-130-
بلا أوراق
شجرة التين
صباح كانون
.
-131-
ربما تحتاج هذه الحلزونة
يومًا آخر
كي تصل إلى س
طح البيت.
-132-
حتمًا ستنكسر
أغصان الصنوبرة
بعد كل هذا الثلج
.
-133-
كرسي فارغ-
بصمت يتناول أفراد العائلة
عشاء عيد الميلاد.
-134-
-135-
في جنازة الجدَّة العجوز،
وحده الطفل الصغير
يبكي بصوتٍ عالٍ.
-136-
في عزاء الجدّة العجوز،
وحده الطفل الصغير
يضحك بصوتٍ عالٍ.
-137-
بأقلام التلوين الجديدة
يرسم الطفل خريطة العالم
على وجهه.
-138-
تشرين-
المطر يغمر
سنابل القمح.
-139-
بخفَّةٍ ورِقَّةٍ،
تتطاير أوراق الجوري
من بين أصابعها المتعبة.
*** *** ***