الخميس، 23 يوليو 2015

                               بيـــانكا/رشيد شرشاف
 طفلة فضائية من أب مغربي وأم بلجيكية تأتي برفقتهما
لقضاء عطلة الصيف بحينا الشعبي.
رائحتها مسك و عنبر . جسمها بضّ غضّ نظيف.ملابسها
من سلالة قوس قزح.عيناها سماويتان تدعوك للغرق في
بحرهما،تشعان ذكاء و نورا.شفتاها كقلب طير صغير
ترفرفان بنعومة حين تتحدث.
تطل علينا بفضول من شرفة البيت ، فتصيبنا بسهامها
 واحدا تلو الآخر . عاصفة من الحُسن تفتك بنا نحن
أطفال الحي ، و تذهب بعقولنا و تنقلنا ما بين لحظة
و أخرى من أشباه المتشردين إلى أبطال القصص
المصورة و أفلام الأكشن.
ننطلق في لمح البصر إلى بيوتنا ، نغسل وجوهنا
وأدرعتنا و سيقاننا من الأتربة العالقة بها ، و نستبدل
ملابسنا المهترئة بأخرى نظيفة يغلب عليها اللون البني
و الأسود و الرمادي الكئيب .نمشط شعورنا و ندهنها
بالزبدة كي تصبح لامعة و بما تبقى من قارورة شامبوان
العائلة كي تصبح عطرة .نقبل أمهاتنا بأدب ثم ننتشر
كالجراد أمام بيت ست الحسن.
ننتظر خروجها بفارغ الصبر .عيوننا متربصة و عضلاتنا
و شفاهنا كلها متربصة.
تنزل بيانكا كالملكة تحيينا:
ـ بونجور..
نرد السلام :
بانجور..هه.هه
ثم تبدأ أطوار المنافسة ، و الجائزة نظرة إعجاب من عيني
بيانكا.
نتسابق حولها كالإلكترونات كل في فلكه يسبح. منا من يتشقلب
على رأسه ، ومنا من يهز الكرة بقدمه ، ومنا من يشدو بالغناء
و يا ليته ما غنى، لكن النظرات تظل متشابكة و متوجسة .سعادة
لا توصف و قلوب تنبض بالفرحة و السرور فعيني بيانكا تحتضننا
بحب كبير...

ليست هناك تعليقات: